زاد إدمان الأطفال لمواقع التواصل سواء خلال أوقات فراغهم وحتى أثناء الدراسة، وهو ما جعل تفكيرهم يتغير وصاروا يعيشون مراهقة مبكرة وسابقة لأوانها.
أصبح الفايسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي أفضل وأسرع طريقة للتعارف بين الجنسين، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في انتشار العلاقة العاطفية بين جميع فئات وشرائح المجتمع، ولم يكن الأطفال الذين لا يتجاوز سنهم 13 سنة في منأى عن هذه العلاقات، حيث قام العديد منهم بإنشاء صفحات خاصة على موقع الفايسبوك، منهم من فضّل التسجيل بأسماء مستعارة، أما البعض الآخر فاختار أن يضع اسمه الحقيقي، وكان هذا الموقع نافذة لدخول هؤلاء إلى عالم الحب والعاطفة وتشكيل عدة صداقات من دول كثيرة، كما ساهم أيضا في تغيير أفكار وتطلعات الأطفال، في حين غفل أولياؤهم عن التأثيرات السلبية لهذا الموقع.
مراهقة في سن مبكرة
بالرغم من أن الأطفال دون سن 16 سنة يتميزون ببراءتهم الصادقة، غير أنهم في الوقت الحالي صاروا يعيشون بعقول كبيرة، وأول شيء ميزهم هو العلاقات الغرامية التي صارت تنشأ بين التلاميذ والتلميذات، في إشارة كبيرة إلى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي عليهم، كونها الأسرع في الاتصال، إضافة إلى توفرها في البيت ومقاهي الأنترنت، حيث صار الأطفال يفتحون صفحات خاصة في الفايسبوك، وهناك من يفتح عدة صفحات من أجل تكوين علاقات عاطفية مع الفتيات.
وقال بعض التلاميذ في حديثهم لـ “الموعد اليومي”، إن موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك فتح لهم المجال لإنشاء عدة علاقات سواء المتعلقة بالصداقة أو العلاقات العاطفية، خاصة وأنهم لا يستطيعون تكوينها في المدارس من ابتدائيات أو إكماليات نظرا للرقابة الموجودة في هذه المؤسسات، حيث أصبح العالم الافتراضي السبيل الوحيد لهم وأضافوا أيضا أنهم يسجلون معلومات خاطئة عند فتح صفحة خاصة بهم في الفايسبوك، حيث يغيرون تاريخ الميلاد بسبب عدم سماح إدارة الفايسبوك للأطفال دون سن الـ 13 التسجيل بالموقع.
أولياء غائبون ومختصون يشددون على المراقبة
شدّد العديد من المختصين في علمي الاجتماع والنفس في حديثهم لـ “الموعد اليومي”، على ضرورة مراقبة الأطفال القصر خاصة فيما يتعلق باستعمالهم لشبكة الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، كون هذه الظاهرة تؤثر سلبا عليهم وتجعلهم يفكرون بطريقة خاطئة، إضافة إلى أنها تعتبر وسائل غير محمية بالنسبة للأطفال الذين يتعلمون منها أمور العلاقات العاطفية والتلاعب بالبنات، وهو ما يجعل تنشئتهم خاطئة وتربيتهم غير صحيحة، لأن هذه العلاقات العاطفية تدفعهم إلى الكذب والنفاق وتفسد أخلاقهم، وتجعلهم يبتعدون عن دينهم، كما قال عدد من الأخصائيين النفسانيين إن العلاقات العاطفية للأطفال في سن مبكرة تتعب نفسيتهم، فيصبحون قلقين ومتوترين طوال الوقت، كون عقولهم لا تزال صغيرة وتجربتهم في الحياة قليلة جدا، كما أضاف المتحدثون أنه على الأولياء مراقبة أبنائهم وتوجيههم من أجل الاستعمال الصحيح للشبكة العنكبوتية، حيث يمكنهم الاستفادة من خدمات الأنترنت بعيدا عن قصص العلاقات الغرامية والفايسبوك، وذلك من خلال قراءة المواضيع الجدية والمفيدة وكذا متابعة البرامج التي تقدم معلومات تهمهم، إضافة إلى استعمالها من أجل الدراسة.
ل. ب