أشرف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب، الأربعاء، على مراسم افتتاح الملتقى الدولي الموسوم بـ”التحول الرقمي للمنظمات وأثره على تسيير الموارد في المؤسسات العمومية للصحة”، والذي تحتضنه المدرسة العليا للضمان الاجتماعي على مدار يومي 11 و 12 ديسمبر 2024.
وقد حضر الملتقى كل من وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والوزيرة المحافظة السامية للرقمنة، ورئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني، ووالي ولاية الجزائر، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، وعدد من إطارات القطاع ورؤساء المؤسسات والهيئات العمومية، بالإضافة إلى نخبة من الأساتذة والخبراء وإطارات مختلف الدوائر الوزارية. وفي مستهل كلمة ألقاها بالمناسبة، أشار الوزير إلى أهمية هذا الملتقى الذي يتزامن مع الذكرى الرابعة والستين لأحداث 11 ديسمبر 1960، مستذكرا تضحيات الشعب الجزائري ومؤكدا على ضرورة الوفاء لرسالة نوفمبر وصون أمانة الشهداء. كما أعرب الوزير، عن شكره لكافة المشاركين من أساتذة وخبراء وإطارات وطلبة مشيدا بموضوع الملتقى الذي يعكس الوعي بالتغيرات السريعة في مجال التكنولوجيا الرقمية وتأثيرها على منظومة الصحة العمومية، باعتبارها ركيزة أساسية لضمان رفاهية المجتمعات. وأكد الوزير أن التحول الرقمي يمثل توجها استراتيجيا للدولة الجزائرية، والذي أولاه رئيس الجمهورية اهتماما خاصا، تجلى من خلال استحداث المحافظة السامية للرقمنة والمتابعة الدائمة وفق رؤية استراتيجية، والتي تسهر الحكومة على تجسيدها لتشمل كافة القطاعات والخدمات. مستعرضا إنجازات قطاع العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي في مجال الرقمنة، بما في ذلك إنشاء بنية تحتية رقمية متكاملة تضم 12 مركز بيانات وشبكة وطنية تربط 2.157 مرفقا، مع وضع 67 نظام معلوماتي و48 واجهة الكترونية 24 منها موجهة للتنسيق مع مختلف القطاعات، وإدراج 86 خدمة إلكترونية خاصة بالقطاع ضمن البوابة الحكومية للخدمات العمومية. مضيفا أنه تم تطوير 127 خدمة إلكترونية 87 منها تغني المواطنين عن التنقل نحو مرافق الضمان الاجتماعي، واعتماد أنظمة ذكاء الأعمال والذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات ودعم اتخاذ القرار تعزيز التفاعل الرقمي عبر مختلف المنصات على غرار الهناء وخدماتي، التي تتيح مجموعة واسعة من الخدمات الإلكترونية. كما أشار الوزير إلى الخطوات الرائدة التي اتخذها القطاع، كاعتماد الجيل الثاني من بطاقة الشفاء والبطاقة الافتراضية الموجهة للطلبة الجامعيين واستحداث أنظمة ذكاء اصطناعي لتحسين الأداء، تمثلت أساسا في وضع 34 نظام (B1) يسمح بمتابعة أزيد من 1.283 مؤشر للأداء. معرجا على نفقات الضمان الاجتماعي في إطار نظام التعاقد مع الممارسين الصحيين الخواص والتي بلغت 303.44 مليار دينار جزائري حتى أكتوبر 2024. وفي ختام كلمته، دعا فيصل بن طالب إلى ضرورة مواصلة الاستثمار في الرقمنة كخيار استراتيجي لتعزيز الكفاءة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، معربا عن ثقته في أن مخرجات هذا الملتقى ستسهم في دعم التحول الرقمي في قطاع الصحة وتعزيز التنمية المستدامة في الجزائر وللإشارة أن فعاليات الملتقى الدولي ستتواصل على مدى يومين كاملين، وتتضمن العديد من المداخلات وورشات العمل التي تستعرض التحديات والفرص المرتبطة بالتحول الرقمي في قطاع الصحة العمومية. كما سيتم التطرق إلى تأثيرات التحول الرقمي وأفضل الممارسات في المجال الصحي يلقيها خبراء ومختصون، بالإضافة إلى مشاركة خبراء دوليين عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد.
إيمان عبروس