القائد الأول للناحية العسكرية السادسة

علي ملاح.. القائد الحر والمناضل الشجاع

علي ملاح.. القائد الحر والمناضل الشجاع

الشهيد علي ملاح المعروف بالعقيد سي الشريف ولد في 14 فيفري 1924 بذراع الميزان ولاية تيزي وزو وتوفي في 31 مارس 1957 بالقرب من قصر البخاري بولاية المدية، وهو مناضل ومجاهد من أجل استقلال الجزائر وتحررها عن الاستعمار الفرنسي، وأول قائد عسكري للولاية السادسة أثناء الثورة الجزائرية.

انخرط الشهيد مبكرا في الحركة الوطنية، فانضم لصفوف حزب الشعب الجزائري سنة 1945 ليصير لاحقا مسؤولا عن إحدى النواحي، وفي 1947 انضم إلى المنظمة الخاصة وحضر اجتماعاتها في 16 و17 و18 فيفري 1947، وفي عامي 1949-1948 اشتغل بالتدريس في عين بسام وكان تحت إشراف كريم بلقاسم الذي عينه مسؤولا عن النشاط الوطني الثوري على مستوى قرى منطقتي تيقزيرت وعزازقة.

شارك الشهيد علي ملاح في اجتماع 29 أكتوبر 1954، لتحضير أفواج المجاهدين المكلفين بتنفيذ العمليات الثورية الأولى في 1 نوفمبر 1954 بمدينة تيقزيرت، على محافظ الشرطة والدرك والبلدية.

في الفاتح من نوفمبر 1954 كان على رأس فوج هاجم بلدية عزازقة وقام كذلك في 4 نوفمبر بهجوم رفقة عدد من المجاهدين على مركز عسكري استعماري بتيزي جمعة بالقرب من مدينة عين الحمام، وفي 14 نوفمبر قتل رجاله 14 جنديا فرنسيا، وفي 21 جانفي 1955 تمكن من الحصول على كمية معتبرة من الأسلحة خلال اشتباك أصيب فيه بركبته، حيث نقل إلى عين الحمام للمعالجة وقيادة أفواجها.

وفي نوفمبر 1955 ترك عمر إدريس قائد ناحية عين الحمام المهام العسكرية لعلي ملاح، حيث قاد هجوما ناجحا ضد المركز العسكري هناك، وفي نفس العام تولى إدارة ناحية تيزي وزو بالنيابة وبفضل حنكته وقدراته التنظيمية وجِّه في نهاية 1955 على رأس 200 مجاهد نحو الولاية الرابعة لدعم الثورة هناك، وبعد انعقاد مؤتمر الصومام عين باقتراح من العقيد أعمر أوعمران قائدا للولاية السادسة برتبة عقيد ليقوم بإرساء دعائم الكفاح المسلح بهذه المنطقة الصحراوية، ذات التضاريس المكشوفة والمناخ الصعب، حيث قام بتنظيم هذه المنطقة وتوجيه مجاهديها ومسبليها سياسيا وعسكريا.

استشهد علي ملاح في 31 مارس 1957، رفقة كاتبه ومجموعة من زملائه بعد استدراجهم إلى دائرة عين بوسيف بالمدية، وقد قتل على يد الخائن شريف بن سعيدي، حيث يقول ابنه إنه أطلقت عليه حوالي 200 رصاصة.