لا الزمن ولا النحيب

لن تعيد الحبيب دموع الحسرة

لن تعيده ليالي السهر والسفر

لا ولن يعيده لي زمن التجافي

لا ولن يعيده لي نحيب على ظهر القوافي

ما عدت أطيق اللحاق

ما عدت أطيق الرحيل والغياب

سأبقى هنا مكاني

سأبقى هنا حيث ولدت وكبرت..

كفاني من الألم والنحيب

كفاني طلب التلاقي

بكت المآقي.. جفت واحمرت

صار الدمع حجراً.. تفتّت بمرور الزمن

طار وتناثر مع الريح

فلم يبق هناك دمع..

توقف خفق القلوب من العناء

لم يعد هناك نبض للمحبة

فارقتنا الأحاسيس الجميلة

فلم يعد هناك حنين ولا مودة

صرنا كما الجماد أو أشد قسوة

لا لن يعود.. ليته يعود.. ليته يختفي

كلها هواجس مبعثرة ليس لها وجود

قولوا لقلبي بأنه لن يعود

أخبروه بالحقيقة التي ستسود

أعيدوا إليه رشده فقد جُن جنونه

فلا ربيعه يشبه الربيع بألوانه

ولا خريفه صار خريفا

تبدلت الفصول والورد آل للذبول..

ذبل واصفر لونه ومات

مات قهرا.. مات ظلما ليته ما مات

كانت آخر الأمنيات وآخر الذكريات

..لا لن يعود وصمتت أنغام العود

لا لن يعود ولو اجتمع كل الوجود

أطفئ الأنوار يا ساكن الدار

أطفئها وسر في طريقك لا تلتفت

ليس هناك ما تنظر إليه غير الفراغ

ليس هناك غير المواجع خلفك تناديك

فاهرب ولا تلتفت تلك كانت آخر الدقات

دقات القلوب المُحبة وآخر العنقود..

فلم يعد يجدي النحيب على طلل الحبيب

 

 

توقيع: عبد الغني ميلس\ البيض