-
مواقع التواصل تتحول لمنابر تعليمية
يجري التلاميذ والطلبة الجزائريون عبر كامل الأطوار امتحانات نهاية السنة خلال هذه الفترة، وهو ما جعل الأسرة الجزائرية تعيش تحت ضغط رهيب، وتدخل فيما يشبه التربص المغلق، ويتم خلالها تأجيل الأشغال لما بعد الامتحانات.
المتابعة المنزلية بين الماضي والحاضر
يلاحظ كثير من المتابعين للمشهد بأنه تغير كثيرا مع وجود فوارق شاسعة بين سير العملية التربوية والمتابعة المنزلية بين الأمس واليوم، حيث كان الآباء سابقا يوجهون عن قرب ضمن أطر عريضة وخارطة طريق يشرفون على الالتزام بها، أمّا اليوم فقد أصبح الآباء، لاسيما الأمهات في قلب المراجعة والحفظ ويقضون الساعات في تلقين أبنائهم مختلف الدروس خاصة مواد الحفظ، وأكثر من ذلك تجدهم طوال اليوم منهمكين في استخراج نماذج الاختبارات والفروض وحلّها مع أبنائهم.
لا حديث إلا عن الاختبارات
تنغمس الأم الجزائرية بشكل خاص في تدريس أبنائها والسّهر على متابعتهم في كل صغيرة وكبيرة جعلها “تعتكف” في المنزل، فلا تزور ولا تستقبل الزوار، ولا تذهب للأسواق والمحلات، فحتى المكالمات الهاتفية التي كانت تقضي فيها الساعات ولا تستغني عنها استطاعت التحرر منها في سبيل مرافقة أبنائها.
انتقادات موجهة للآباء الحاليين
يستاء الكثير من الأهالي من هذه الوضعية وينتقدون بشدة تعامل الآباء الحاليين مع أبنائهم وإعلان الطوارئ في البيوت بشكل رهيب، بعدما تخلّف هؤلاء عن مناسبات عائلية بحجة تحضير الأطفال للامتحانات واعتذر آخرون عن إمكانية استقبال ذويهم خلال نفس الفترة. فمع حلول الامتحانات يشتد الضغط ويزيد التوتر والقلق عند التلاميذ والأسر ويصاب الجميع بحالة من الاستنفار والخوف.
أولياء يُدخلون أبناءهم في دوامة وضغط
وقد أجمع أساتذة في مواد علمية وأدبية على أن الخوف من تحصيل نتائج غير مرضية أصبح هاجسا يؤرق الآباء، حيث تنتابهم حالة من التوتر والقلق الشديدين قبيل الامتحان، والتي تظهر جليا من خلال تواصلهم مع الأساتذة، مؤكدين بأن اقتراب موعد الامتحان يدخل البعض في دوامة من الخوف ويجعلهم يمارسون ضغطا مضاعفا على أبنائهم من خلال تكثيف حصص الدعم والحرص على المراجعة المنزلية والحفظ، حيث أفادت أستاذة رياضيات بأن عواقب ذلك وخيمة وسجلتها على مستوى قسم السنة الثالثة متوسط، أين لمست خوفا شديدا لدى بعض التلاميذ، من عدم تحصيل نقاط جيدة وما يقابل ذلك من عقاب وتوبيخ، مؤكدة بأن غالبية الأولياء ينتهجون أسلوب التخويف والمقارنة بتلاميذ ممتازين ظنا منهم بأن ذلك يحفز التلميذ.
أولياء يستعينون بمواقع التواصل الاجتماعي
أظهرت منشورات متداولة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر حسابات شخصية لأولياء ومجموعات مختصة في تقديم دروس وكذا تمارين في مواد علمية متبوعة بالحلول وكذا في تقديم نماذج اختبارات، هاجس الأولياء، الذين لجأوا للفضاء الافتراضي للاستعانة بأساتذة في حل تمارين وتقديم شروحات حول نقاط تعذر عليهم فهمها وشرحها لأبنائهم.
ولم تغفل تلك الصفحات سواء على “تويتر” أو “فايسبوك” مختلف الأدعية والأنظمة الغذائية الصحية. ويشكو بعض الآباء من صعوبة فترة الامتحانات، وما يلازمها من توتر وضغوط منوّعة على الأبناء، فضغط الدم يرتفع لدى الأمهات، وتزيد معه أعراض صداع الرأس والقولون العصبي، أمر لا يتفهمه الأبناء في كثير من الأحيان بل يتفهمونه ويرشقون أهلهم بأنهم يضخمون الأمور.
صفحات تستغل الظرف لرفع عدد المتابعات
فيما لاحظنا في منشور آخر ولية تلميذ تترجى أعضاء مجموعة لتقديم حل بخصوص تمرين تعذر على ابنها حله، حيث نشرت صورتين حول نص سؤال التمرين وعلقت عليه قائلة “أرجو الحل”، فيما يسعى أعضاء هذه المجموعات لتقديم شروحات مفصلة وتمارين متبوعة بحلول لمساعدتهم، حيث نشر عضو بذات المجموعة منشورا قال فيه “بشرى لكم أيها الأمهات، قام فريقنا بوضع أغلب نماذج الفروض والاختبارات مع الحلول وكذا تلخيص دروس جميع المواد الخاصة بالسنة الثانية متوسط”، ولقي المنشور تفاعلا ملفتا من الآباء الذين أعربوا عن خالص شكرهم للمجموعة، لما تبذله من مجهودات في سبيل تقديم يد المساعدة لهم لإنقاذ أبنائهم من الرسوب ولتحصيل نقاط جيدة.
ل. ب