بدون أي مبرر واضح

لماذا تُصبح الحامل عرضة للتقلبات المزاجية؟

لماذا تُصبح الحامل عرضة للتقلبات المزاجية؟

تعرف فترة الحمل بكونها فترة تقلبات مزاجية، فبعد لحظات من الفرح الشديد، قد تشعرين فجأة بالحزن أو الغضب من دون سبب واضح.

المسبب الرئيسي خلف تقلبات الحامل العاطفية

لنفهم بدايةً لماذا تتقلب مشاعرك بشكل غريب أثناء الحمل؟، لا بدّ أن نلقي نظرة على التغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسدك منذ الأسابيع الأولى. مع بداية الحمل، يرتفع مستوى هرموني الأستروجين والبروجستيرون بشكلٍ حاد.

أسباب التقلّبات العاطفيّة

بحسب دراسة نشرتها  Mayo Clinic، يؤثر ارتفاع الأستروجين على الدماغ، فيزيد من حساسية المشاعر وسرعة الاستجابة العاطفية، أمّا البروجستيرون، فيساهم في زيادة مشاعر القلق والرغبة في البكاء، ومع استمرار الحمل، تتفاعل هذه الهرمونات مع مستقبلات عصبية معينة، ممّا يؤدي إلى تقلّب المزاج بشكل واضح.

توضح الأبحاث الحديثة أن المرأة الحامل تصبح أكثر عرضة للقلق والتوتر تحديدًا في الأشهر الأولى والأخيرة من الحمل، بسبب التغيرات المفاجئة في معدلات الهرمونات.

التغيرات الجسدية ودورها في الحالة النفسية

لا يكفي تفسير تقلب مشاعرك بشكل غريب أثناء الحمل بالهرمونات وحدها، فالتغيرات الجسدية العديدة تؤدّي أيضًا دورًا محوريًا. مع زيادة حجم البطن، وتورم الجسم، واضطرابات النوم، تبدأ المرأة بالشعور بعدم الراحة الجسدية المستمر.

تأثير التغيّرات الجسديّة على الحال النفسيّة للحامل

تشير دراسة حديثة إلى أن التعب الجسدي المزمن يضعف قدرة الدماغ على التعامل مع الضغوطات اليومية، ممّا يجعل المرأة أكثر عرضة لنوبات الغضب أو البكاء المفاجئ، كما أن صعوبة النوم بسبب التقلّبات الهرمونية والجسدية تؤثر مباشرةً على مراكز التنظيم العاطفي في الدماغ.

من جهة أخرى، الألم الجسدي المتكرر مثل آلام الظهر أو الحوض يضع عبئًا إضافيًا على نفسية المرأة. ممّا يفسّر بعض التقلبات المزاجية التي قد تبدو مبالغًا فيها أحيانًا.

الضغوط النفسية والخوف من المستقبل

لا يمكننا الحديث عن لماذا تتقلب مشاعرك بشكل غريب أثناء الحمل؟ من دون التطرّق إلى الجانب النفسي. الخوف من الولادة، والقلق من المسؤوليات الجديدة، والشعور بعدم الجاهزية لتغيير الحياة، جميعها عناصر تغذّي حال عدم الاستقرار العاطفي.

تأثير الضغوط النفسيّة على الحامل

حسب آخر التقديرات، فإن نسبة النساء الحوامل اللواتي يعانين من مستويات عالية من القلق تصل إلى 20%، مع ارتباط وثيق بين القلق والتقلبات العاطفية المتكررة.

ناهيك عن الضغوط الاجتماعية المتزايدة، مثل ملاحظات الآخرين أو القلق من الأداء كأمّ مستقبليّة، تزيد من احتماليّة التوتّر والارتباك النفسي، ممّا ينعكس بشكل مباشر على المشاعر اليومية.